رسالة لصديق كان صديقي لم يعد للصداقة رباط بيننا

[السيلاوي]

رسالة لصديق كان صديقي لم يعد للصداقة رباط بيننا
لم يعد ممكنا الإستمرار أكثر من ذلك لقد تحول الحب.
إلى ألم. والدموع إلى دماء وخفقة القلب إلى نزيف
فلنتوقف هنا. لم يعد في الأمر بقية، لقد دخلنا مرحلة
تحطيم الذات وتحطيم الغير. لقد أصبحنا في منطقة
إما أن تكون معي أو ضدي فلنتوقف هنا
حتى تبقى الذكرى ذكرى.

لقد علمتني تجربتي معك أن الصداقة شئ
والإرتباط اليومي شئ. اخر قد أحبك
ولكنني غير قادر على تحمل رغباتك أنا هو أنا
أعطي كل ما عندي بكل الصدق والإخلاص.
هذا هو الشئ الوحيد الذي أستطيع أن أمنحه لك
بكل صفاء ومحبة الدنيا. فلنتوقف هنا
بعد أن كان أمامنا زرقة البحر أصبح أمامنا
غابات محترقة تريد أن تلتهم كل ما أمامها.
بعد أن كنا نغترب كي نتكامل ونتواصل
أصبحنا في معركة من الكلمات.
فلنتوقف هنا وحتى يبقى كل جميل على جماله،
وتبقى الرسائل ملونة والذاكرة حنونة.
والأماكن التي زرناها جميلة صديقة
والهدايا عزيزة، والموسيقى مؤثرة،
ولا يبقى في الحلق إلا أجمل وأرق الكلمات.
فلنتوقف هنا لأنني أريد أن أستمر في ذكريات
صداقتي وأخوتي بك.

قد يذهب كل منا في طريق، قد نفترق فراقا
لا يعرف عودة، ولكن سأظل أعتقد أنك كنت صديقي.
قد تفهمني كالعادة بطريقة خاطئة، لكن ضميري
مستريح. لأنني كنت ومازلت وسأظل أحبك
بصدق الأمانة والأخوة ورجولة الفارس والإنسان
الذي يحب الناس. الذي يفتح قلبه للحب ولا يعرف
الكراهية فقد فتحت ذراعاي وقلبي بالحب والأخوة.
وعضضت يدي بل كسرتها وأسأت فهم هذه الطيبة،
واعتقدت أن الطيبة سذاجة. وأن المواقف الإنسانية
والرجولية نوع من أنواع الهبل والعبط.
فلنتوقف هنا لأن وقود سيارة الصبر والتحمل عندي
قد فرغ لقد وصلنا إلى المحطة الأخيرة الجميلة.

بعد ذلك يا صديقي كل وحوش الشك تتربص بنا
وكل ديناصورات الخوف تكاد تفتك بنا.
فلنتوقف هنا حتى لا أرحل إلى الأبد
وحتى لا تحذف اسمي من ذاكرتك.
وحتى يبقى كل ما كان بيننا صافيا، رقيقا، حنونا
وتأكد أنني نادم على ما وصلت إليه هذه الصداقة.
ولكن ماتت الصداقة ولم يبق منها غير الذكريات
قتلتها بغباءك، وقتلتها أنا بعصبيتي إذا فلنتوقف هنا.
تم ادراج رسالة لصديق في ورد للفنون عام 2011.