|
اسلامي القرآن الكريم السنة النبوية موضوعات دينية منتدى، اسلامى، موضوعات دينية، القرآن الكريم، السنة، النبوية، سيرة الرسول، قصص، الصحابة، اخلاقيات. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-22-2013, 06:07 PM | #1 |
شريك جيد
تاريخ التسجيل: Dec 2013
الدولة: مصر - الإسكندرية
المشاركات: 109
|
آثار صفة رحمة الله تعالى بالخلق
آثار رحمة الله تعالى بالخلق
إن الله جل وعلا له الأسماء الحسنى والصفات العلى، ومن أسمائه الحسنى اسما الرحمن الرحيم، وهما اسمان كريمان بلغا غاية في الحسن والجمال والجلال. وقد تضمن هذان الاسمان الجليلان الكريمان صفة رحمة الله تعالى، الخاصة والعامة لجميع الخلق. حيث دلت الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة. على صفة رحمة الله تعالى التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه لله تعالى فمن الأدلة على ذلك: قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[الزمر:53]، وقال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾[الأعراف:156]، وقال تعالى: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[الحجر:49]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا، فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7]، وقال تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾[البقرة:163]. فهذه الآيات الكريمات من كلام الله تعالى دلت دلالة واضحة على اتصافه - سبحانه وتعالى - بصفة رحمة واسعة وسعت كل شيء. ورحمة الله تعالى العظيمة بادية للعيان في مخلوقاته، وآثارها ظاهرة في بديع آياته. فمن آثار هذه الرحمة: رحمة الخلائق فيما بينها فهذه رحمة من خلق الله تعالى؛فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْيٍ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم: ــ أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلنَا: لَا وَاللهِ، وَهِي تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ). · ومن رحمته تعالى وعظم سعتها أن الرحمة التي يتراحم بها الخلائق في هذه الحياة، هي جزء واحد من مائة جزء يؤكد ذلك ما رواه البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) . · ومن آثار رحمة الله تعالى إحياؤه للموتى، حيث أوجدهم بعد أن لم يكونوا شيئًا مذكورًا؛ وإحياؤه للأرض الميتة بإنزال المطر عليها. كما قال تعالى: ﴿ فَانظُرْإِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. [الروم:50]، وقال تعالى: ﴿ وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ . [الشورى: 28]. ومن آثار رحمة الله تعالى في خلقه إيجاده وخلقه لليل والنهار ليسكن فيهما العباد؛ ويقضوا فيهما معايشهم؛ وتستقيم بهما حياتهم، حيث قال تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ . [القصص:73]. ومن أعظم آثار رحمته تعالى في خلقه أن أرسل لهم رسله؛ وأنزل عليهم كتبه؛ ليعبدوه ويوحدوه على صراط مستقيم. ومن ذلك بعثة النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث كانت بعثته رحمة للخلق أجمعين. كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ . [الأنبياء: 107]. قال العلامة ابن القيّم رحمه الله تعالى في كلام نفيس له وهو يتكلم عن آثار رحمة الله: « فانظر إلى ما في الوجود من آثار رحمته الخاصة والعامة، فبرحمته أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم. وأنزل علينا كتابه، وعلمنا من الجهالة، وهدانا من الضلالة، وبصرنا من العمى، وأرشدنا من الغي. وبرحمته عرّفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ما عرّفنا به أنه ربنا ومولانا. وبرحمته علمنا ما لم نكن نعلم، وأرشدنا لمصالح ديننا ودنيانا، وبرحمته أطلع الشمس والقمر، وجعل الليل والنهار. وبسط الأرض وجعلها مهادًا وفراشًا وقرارًا وكفاتًا للأحياء والأموات. وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر، وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى. ومن رحمته سخر لنا الخيل والإبل والأنعام، وذللها منقادة للركوب والحمل والأكل. وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان. فهذا التراحم الذي بينهم بعض آثار الرحمة التي هي صفته ونعمته، واشتق لنفسه منها اسم الرحمن الرحيم. وأوصل إلى خلقه معاني خطابه برحمته، وبصرهم ومكن لهم أسباب مصالحهم برحمته...» ثم يقول رحمه الله: «... ومن رحمة الله -عزوجل- أن خلق للذكر أنثى من جنسه، وألقى بينهما المحبة والرحم. ليقع بينهما التواصل الذي به دوام التناسل وانتفاع الزوجين، وتمتع كل واحد منهما بصاحبه. ومن رحمته أحوج الخلق بعضهم إلى بعض، لتتم مصالحهم، ولو أغنى بعضهم عن بعض، لتعطلت مصالحهم. وانحل نظامهم، وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير، والعزيز والذليل، والعاجز والقادر، والراعي والمرعى،ثم أفقر الجميع إليه، ثم عم الجميع برحمته. وتأمل قوله تعالى: ﴿ الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ﴾ [الرحمن: 1-4] كيف جعل الخلق والتعليم ناشئًا عن صفة الرحمة متعلقًا باسم الرحمن...» إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى. وخلاصة القول: إن آثار رحمة الله تعالى لا يمكن حصرها وعدها؛ لأنها تتمثل وتظهر في كل ذرة وسكنة في هذا الكون. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير قوله تعالى لا تقنطوا من رحمة الله | fathyatta | اسلامي القرآن الكريم السنة النبوية موضوعات دينية | 4 | 12-01-2021 03:24 AM |
اعتراف أمام الله سبحانه و تعالى | علا الاسلام | ادبي موضوعات ادبية سيرة الادباء قصة قصيرة | 10 | 04-23-2016 02:14 AM |
الاعرابى الذى لن يحاسبه الله تعالى | شذى الورود | اسلامي القرآن الكريم السنة النبوية موضوعات دينية | 8 | 03-23-2014 07:53 PM |
هل تعلمون لمن يضحك الله سبحانه و تعالى | abeer805 | اسلامي القرآن الكريم السنة النبوية موضوعات دينية | 0 | 06-04-2011 12:24 AM |