رساله من حواء الى آدم أبي اخي زوجي إبني

[دانتل]

رساله من حواء الى آدم آدم يا نصفي الآخر آدم،
يا أبي يا اخي يا زوجي ويا إبني.

أنا احتاج اليك في جميع أحوالي احتاج إليك في فرحي،
احتاج إليك في ترحي.
احتاج إلى وجودك بقربي حتى وإذا لم تشعر أنت بذلك،
لكن تأكد بأن حاجتك أنت لي تفوق حاجتي لك.

آدم حين تكون أبي فأنا اريد عطفك حنانك اهتمامك بي،
منذ ولادتي وحتى مماتي.
ليس معنى ذلك أن تحتضنني في صغري، وعندما اكبر
و يكبر معي جسمي تقوم بإهمالي، و تستكثر قبله حانيه
من شفتيك على جبيني، بحجة انني كبرت، فأنا مهما كبرت،
فحاجتي إليك تزداد ولا تقل ابدا.
وحتى إن تزوجت لا يعني ذلك ان تتخلى عني،
فربما زوجي لا يكون لطيفا حنون، الى من ألجأ اليه حينها.

آدم حين تكون أخي فأنا اريد ان ترفق بي تلين معاملتك لي،
ففي حالة ان كنت انت وابي قاسيين،وفلمن ألجأ يا اخي،
ءالجأ للغريب، لا تلومني عندها.
لأن ابي قاسي وانت أقسى وأنا بين حاجتي لآدم،
وقساوتكما علي سأضطر وذلك عند غفلة الرقيب،
وعند عدم تربيتي التربيه السليمه، سأضطر للجوء
الى الغريب.
وحينها سنكون نحن الثلاثه المخطئين أنا وابي
وانت يا أخي ولست أنا وحدي

آدم حين تكون زوجي فأنت الشخص الوحيد الذي باستطاعتي،
ان اشبع حاجتي العاطفيه.
احتاج الى لمسة حنان لمسة عطف قبله صادقه دافئه،
تغمراني بالأمان والأطمئنان.
فلا تستكثرها علي بين الحين والآخر ولا تغضب وتقول:
انك لا تشبعين.
عندها لن أفعل غير الصمت سأصمت واتظاهر بالرضا من اجلك،
ولكن لتعلم اننى احترق من داخلى.
فأنا لست قوية مثلك وانما ضعيفة بل الضعف نفسه،
اريدك ان تكمل نقصي.
وارجوك ان لا تجرح مشاعرى، فربما كلمة عابرة تتفوه بها
تقتلنى وانت لا تعلم.
فكر فيما تقوله أو تصنعه أو تقدمه لى اولا، واحذر ان يجرحني
لانى اذا جرحت يصعب على نسيان جرحي.

آدم يحزنني كثيرا عندما أراك تصفني بنقصان العقل والدين،
مع أن ما وصفتني به هو من عند الله واللهم لا اعتراض.
وعندما تصفني بأنني ناقصة العقل والدين،
فلتعلم أنك سطحي غير متفهم فمن تكون أنت عند الاسلام،
الذي شرفني و أعلا مكانتي.

آدم يحزنني أيضا عندما تقول عني انني سبب مشاكل المجتمع،
مثل المعاكسات.
ولكن في الحقيقه هي أنني انا وانت من يصنع تلك المشاكل،
ولست أنا وحدي تأكد انني لن انحرف اخلاقيا، وسلوكيا.
إلا عندما يحصل احد هذه الامور:
غفلة الاهل عني، أو إهمال أهلي لي، وعدم اهتمامهم بي،
أو خلل في تربيتي.
أو ترسبات لمشاكل أسرتي، أو بيئتي التي تربيت فيها،
أو المجتمع من حولي.
نقص ما عندي لم أجد من يسد هذا النقص،
فلجأت الى هذا الطريق بمساعدة الحالات الآخرى.
كل هذه الاشياء وغيرها هي التي تصنع مني فتاة فاشله،
محطمه، يائسه، معقده، أكرر ليس انا وحدي المذنبه.

آدم يجب ان تراعي هذه الأمور عند تعاملك معي:
- أنا كائن بطبيعتي ضعيف رقيق عاطفي مهما تظاهرت بالقوه،
فأنا بداخلي ضعف فطري، وليس نقصان عقل.

- قد يصدر مني أفعال لا تروق لك لا تستسيغها ولا تهضمها،
وتعتبرها دلعا ودلالا وأحيان ضعفا ومن هذه الأفعال:
البكاء بدون أسباب، او المبالغه في إظهار العطف والشفقه على إنسان ما،
أو المبالغه في الفرح والسرور، وذلك بسبب ما يحصل في جسمي،
من اضطرابات للهرمونات، والتي تسبب عندي فعل هذه الأشياء رغما عني.
فأرجوك لا تستهتر بها وحاول بحكمتك وفطنتك وتفهمك لما يحصل لي،
ان تتعامل معي بكل سلاسه ورقه وعذوبه.

آدم ابنى تأكد انك احب ادم الى قلبي زهرة عمري وربيع شبابي
معك ذقت التعب حلو الطعم.
لطالما احببت ان اضمك الى صدري ان المس جلدك الناعم بيدي
ان اطبع قبلة حانية على خدودك، فلا تنسى ان ترد هذا لي في كبري.
لا تنسانى لا تقول ان لديك زوجة واولاد، اعطني عشر حنانك والباقي لها
فهذا يكفى.
ولكن لا تنساني لا تنسى ان تقبل يدي، فانت لا تعلم كيف يسعدنى ذلك،
ياريت تكون فهمتنى يا آدم.