أعداء الحرية قتلة العصافير

[السيلاوي]

بالأمس قرأت في الصحيفة خبر مقتل

إبراهيم قاشوش مغني الثورة السورية

في مدينة حماه وهالني ما قرأت حيث

لم يكتف القتلة بقتله وانما قاموا أيضا بقطع

حنجرته وألقوا بجثته في نهر العاصي

كدلالة على أن هذه الحنجرةالتي كانت

السبب في شهرته كمغن للثورة هي نفس السبب

الذي أدى الى قتله .

وعلى الفور تبادر الى ذهني المغناة الرائعة لسميح شقير

لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم

عيوني على بكرا وقلبي معكم

لو رحل مغني بتضل الأغاني

تجمع القلوب المكسوره وبتعاني

لو رحل لو رحل ما يضيع الأمل

اذا الى متى يبقى حكامنا على بلادتهم

والى متى سيبقى أزلام النظام على غباءهم

متصورين أنهم بإخماد صوت وقطع حنجرة عصفور

مغرد سوف يكون باستطاعتهم القضاء على ربيع الحرية

المتفتح رغما عن أنوفهم وهل يتصورون يوما

أن أصوات الغربان يمكن أن تطغى

على أصوات الطيور المغردة وعصافير الحب ؟

خابوا وخسروا وخاب مسعاهم .

ألا يقرأ حكامنا تاريخ من سبقهم ؟

ألم يقرأوا أنه عندما قام جلاوزة بينوشيه طاغية

تشيلي بقتل المغني فيكتور خارا أصيبوا جميعا بالهلع

وذلك بعد أن حزوا رقبته وقطعوا أصابع يديه حيث كانت سانتياجو

العاصمه تصغي ليلة مقتله الى صوته وموسيقاه وذلك دفع

بالطاغية الى دق رأسه بالجدار .

وقبلها قتل طاغية اسبانيا فرانكو الشاعر والمغني العظيم لوركا

وقد ضاع جسد لوركا وبقيت اشعاره وأغانيه ومعزوفاته

تصفع وجوه القتلة وتصيبهم بالذعر حيث كان

اتباع فرانكو يسيرون في شوارع الأندلس متلفتين

حولهم خوفا وذعرا لأن اشعار لوركا كانت تصم آذانهم

وتتنظر إليهم بازدراء .

ألم يأن لحكامنا أن يصغوا لنبض شعوبهم وآلامهم ؟

ألم يأن لهم أن ينزلوا من أبراجهم العاجية

التي وضعوا أنفسهم فيها وينزلواالى مستوى

الناس في الشارع الذين هم بلا شك أعلى منزلة وأرقى

مستوى من حكامهم ؟

وفي النهاية لايسعني ألا أن أقول رحم الله

إبراهيم قاشوش

وجميع شهداء ثوراتنا العربية

ولعن الله كل طاغية متجير يجلس على كرسي

من عظام شعبه المسحوقة وجماجمهم المكسورة .

وليعلموا علم اليقين أنه مادامت النساء تلد

فسيظل تغريد ملايين الطيور وتحنانها

يصم آذانهم ويصفع وجوههم وليبقوا هم ينعقون

بالخراب خارج سرب أمتهم .

عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .